بسم الله الرحمن الرحيم
هذه منظومة ابن أبى كف-رحمه الله- التى جمع فيها أصول مذهب الإمام مالك يرحمه الله؛ تقريبا لحفظها, وتسهيلا على الراغبين في استحضارها.
قال رحمه الله :
الحمد لله الذي قد فهَّما = دلائلَ الشرعِ العزيزِ العلما
ثم الصلاةُ والسلام أبداَ = على النبيِّ الهاشمي أحمدا
وآله الغُرِّ وصَحبِهِ الكِرَامْ = والتَّابعين لهُمُ عَلَى الدَّوَام
وبَعدُ فالقَصْدُ بذا النَّظمِ الوَجِيز = نَظْمُ مَبَانِ الفِقْهِ في الشَّرْعِ العَزِيز
فقلتُ: واللهُ المُعينُ أسْتَعِين = وأستمـدُّ مِنْه فَتْحَهُ المُبين
أدلَّةُ المَذْهَبِ مَذْهَبِ الأَغَر = مَالَكِ الإمَامِ سِتَّةَ عَشَر
نصُّ الكِتَابِ ثُمَّ نصُّ السُّنَّة = سُـنَّةِ مَـنْ لَهُ أتَمَّ المِنَّة
وظاهر الكتاب والظاهر من = سنة من بالفضل كله قَمِنْ
ثم الدليل من كتاب الله = ثم دليـل ســنة الأواه
ومن أصوله التي بها يقول = تنبيه قرآنٍ وسنة الرسول
وحجةٌ لديه مفهوم الكتاب = وسنة الهادي إلى نهج الصواب
ثمت تنبيه كتاب الله ثم = تنبيه سنة الذي جاهاً عَظُمْ
ثمت إجماع وقيس وعمل = مدينة الرسول أسخى من بذل
وقول صحبه والاستحسان = هو اقتفاء ما له رجحان
وقيل بل هو دليل ينقذف = في نفس من بالاجتهاد متصف
ولكن التعبير عنه يقصر = عنه فلا يعلم كيف يخبر
وسد أبواب ذرائع الفساد = فمالك له على ذاك اعتماد
وحجة لديه الاستصحاب = ورأيه في ذاك لا يعاب
وخبر الواحد حجة لديه = بعض فروع الفقه تنبني عليه
وبالمصالح عنيت المرسله = له احتجاج حفظته النقله
ورعي خلف كان طوراً يعمل = به وعنه كان طوراً يعدل
وهل على مجتهد رعي الخلاف = يجب أم لا قد جرى فيه اختلاف
وهذه خمس قواعد ذكر =أن فروع الفقه فيها تنحصر
وهي اليقين حكمه لا يرفع = بالشك بل حكم اليقين يتبع
وضرر يزال والتيسير مع = مشقة يدور حيثما تقع
وكل ما العادة فيه تدخل = من الأمور فهي فيه تعمل
وللمقاصد الأمور تتبع = وقيل ذي إلى اليقين ترجع
وقيل للعرف وذي القواعد = خمستها لا خلف فيها وارد
قد تم ما رمت ولله الحميد = مني حمد دائم ليس يبيد
وأطيب الصلاة مع أسنى السلام = على محمد وآله الكرام